كتاب (ظاهرة الإرجاء) لفضيلة الشيخ د. سفر بن عبدالرحمن الحوالي، من أعظم الكتب التي ألفت في الرّد على بدعة “الإرجاء” التي لازمت الأمة الإسلامية قديماً وحديثاً، حتى وقع فيها أئمة أجلاء على مرّ العصور، وقد بذل الشيخ سفر جهداً عظيماً في بيان تأصيل مذهب أهل السنة والجماعة في الإيمان والعمل، وناضل فيه عن الحق وأهله، كما قام ببيان بدعة “الإرجاء” ومن قال بها، بالحجة والبيان والبرهان، فدحض الباطل وكشفه، بأسلوب رفيع، وعبارة منتقاة.
ولمَّا كان دَيْدَن أهْلِ البِدَع والأَهْواء في كلِّ وَقْتٍ هو التَّلْبيس والتَّناقُض؛ كان لِمُرْجِئَة هذا الزَّمان مِن هذا التَّلْبيس النَّصيبُ الأكبر، والحَظُّ الأَوْفَر، فَثَمَّة اخِتْلاف كبير بين مَقالات المُرْجِئَة القُدامَى للتَّعْبير عن إرْجائِهم، وبين مَقالات مُرْجِئَة هذا الزَّمان الذين اسْتَحْدَثوا طُرُقًا جديدة في إثبات مَقولاتِهم والمُجادَلة عنها، حيث غَلَب على كَلامِهم الالْتِواء، وعلى مُعْتَقَدِهِم الخَلْط والإيهام، والبَحْث هنا وهناك عن دَليلٍ أو شِبْه دَليلٍ لِيُؤَيِّد مَسْألة مِن مَسائلِهِم، فجاء أصْلُ هذا الكتاب لِيُبَيِّن حَقيقةَ مَذْهَب أهْلِ السُّنَّةِ في الإيمانِ والكُفْر، والفارق بين مَقُولَتَي الخَوارِج والمُرْجِئَة.