الضوابط الأخلاقية الحاكمة للمعاملات المالية في التشريع المالية في التشريع المالي الإسلامي

الإسلام دين وشرع وعقيدة وشريعة، والشريعة عبادات و معاملات وأخلاق وحكم ونظم وهو كما يمتاز في العقائد والعبادات، يمتاز أيضا في تشريعاته للمعاملات الإنسانية كلها عن جميع التشريعات القديمة والحديثة بمميزات أظهرها وأجلاها أن تشريعه يمتاز بعنصر أخلاقي، له صفة الإلزام في كلياته وجزئياته، من شأنه أن يحمل الإنسان على الامتثال والتنفيذ الأوامر والنواهي من غير تردد في الفعل أوالترك؛ لأنه يقوم مايقوم به على أنه دين لازم يتعبد الله به. من هنا كانت عناية الإسلام بالأخلاق عناية تفوق كل عناية، ولقد وصلت هذه العناية عند الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن جعل الأخلاق متعلق رسالته حيث قال: ” بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”. وعليه؛ فإن ارتباط الأخلاق بنظام المعاملات المالية في التشريع المالي الإسلامي إنما هو من الأمور الأساسية والجوهرية التي يتميز بها. وهذا الكتاب (الضوابط الأخلاقية الحاكمة للمعاملات المالية في التشريع المالي الإسلامي) يوضح هذه الحقيقة الناصعة ويبين أن المعاملات المالية الاسلامية تنضبط بضوابط أخلاقية صارمة أخذا وعطاء وتصرفأ مما يجعلها نسيج وحدها، ويتبدى من خلال ذلك سموهذا الدين، ويترهن لنا أن وحده الدين الحق الذي به نجاة البشرية وصلاحها واستقامتها.