يعتبر هذا الكتاب من الجواهر التي تركها لنا العالم أبو الفتح عثمان بن جني المشهور بـابن جني عالم النحو الكبير، وذلك لتفرد هذا الكتاب في بابه، فهو أحد أشهر الكتب التي ألفت في فقه اللغة وفلسفتها، وأسرار العربية ووقائعها، وتبرز قيمة الكتاب منذ بدايته، حيث يقول ابن جني في المقدمة: كتاب لم أزل على فارط الحال، وتقادم الوقت، ملاحظا له، عاكف الفكر عليه، منجذب الرأي والروية إليه وأدا أن أجد مهملا أقيله به، أو خللا أرتقه بعمله، والوقت يزداد بنواديه ضيقا، ولا ينهج إلى الابتداء طريقا، هذا مع إعظامي له، وإعصامي بالأسباب المناطة به، واعتقادي فيه أنه من أشرف ما صنف في علم العرب، وأذهبه في طريق القياس والنظر.. وأجمعه للأدلة على ما أودعته هذه اللغة الشريفة
يناقش ابن جني في هذا الكتاب العديد من الموضوعات الثرية والمفيدة والهامة، مثل: بنية اللغة وفقهها وأصولها، ويبدأ الكتاب بباب في مناقشة إلهامية اللغة واصطلاحيتها، وعرض لقضايا من أصول اللغة: كالقياس، والاستحسان، والعلل، والحقيقة والمجاز، والتقديم والتأخير، والأصول والفروع، واختتم بحديث عن أغلاط العرب، وسقطات العلماء. فتح ابن جني بهذا الكتاب في اللغة العربية أبوابا جديدة لدراستها.