هيا نتعلم لغة القرآن الكتاب الأول

منذ أن أشرقت أنوار القرآن على الأرض كان النص القرآني أساسا لكل تغيير حضاري شهدته مختلف البقاع التي عاش فيها المسلمون وقد ثبت أن للقرآن آثاره اللغوية الرائعة على ألسنة من يتعلمونه حتي من غير المسلمين سواء في إجادة نطقهم للحروف العربية على نحو دقيق ، أو في إثراء حافظتهم بكثير من المفردات القرآنية أو في تيسير تعلمهم للغة العربية إذا ما توجهت هممهم لذلك ، عن تكوين اتجاه إيجابي نحو اللغة العربية بوجه عام مما يسهم في عملية تعلمها لاحقا. وقد كنت أطمح دوما منذ أن اشتغلت بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من أبناء المسلمين بأن أضع بين أيدي النشء كتابة تعليمية يربطهم ربطة مباشرة خلال عملية التعلم بكتاب الله تعالى ، ويستند إليه استنادا كبيرة أثناء تعليمهم وتعلمهم اللغة العربية ، وكنت أرى أن وجود مثل ذلك الكتاب في أيدي النشء من غير الناطقين بالعربية في وقت مبكر من رحلة تعليمهم قد يغني غناء بعيدا في هذا الصدد. وهذه المحاولة التي بين أيديكم – التي جاءت على رغبة كريمة من مركز التوفيق الإسلامي بالنرويج للإسهام في تعليم أبناء المسلمين من غير العرب ممن يعيشون بتلك البقاع النائية – هي المحاولة الثانية لي في هذا السبيل، وأرجو أن تكون أقرب إلى ماتوخیت من أهداف في تيسير تعليم اللغة العربية – لغة القرآن الكريم – لأجيالنا الناشئة مع ربطهم بكتاب الله تعالى ، والاستفادة من إمكاناته المتنوعة في هذا المطلب.