تشريح النقد

فرض هذا الكتاب نفسه على بينما كنت أقوم بكتابة شيء آخر ،ولعله ما يزال يحمل أمارات التردد الذي ألف به معظم أقسامه . فبعد أن أنجزت كتابي عن ويليام بليك ، وكان بعنوان Fearful)
(Symmetry(1947)، عزمت على تطبيق مبادىء الرمزية الأدبية ومبادیء دراسة رموز الكتاب المقدس (1) التي تعلمتها من بليك على شاعر آخر ، يحسن أن يكون ممن تلقوا هذه المبادىء من نظريات النقد في عصره ، بدلا من أن يستنبطها بنفسه كما فعل بليك . ولهذا بدأت درس قصيدة سبنسر
«Faerie Queene» ، لأكتشف أن في بدايتي كان
نهایتي . فقد غدا التقديم لسبنسر تقدیمأ لنظرية الحكاية المجازية
allegoty ، ثم ما لبثت هذه النظرية أن تشبثت والتصقت ببنية نظرية
أوسع . وأمست هذه المحاجة شيئا فشيئا أمر أكثر منطقية وأقل ثم أقل نزوعة نحو التاريخ وسبنسر وما عتمت أن وجدت نفسي واقعة في شرك نواح من النقد تتعلق بكلمات مثل «الأسطورة »، «الرمز»، « الشعائر » و « النموذج البدئي » ، كما أن الجهود التي بذلتها سابقا الإيضاح هذه الكلمات في عدة مقالات منشورة لاقت من الإهتمام ما شجعني على المضي في النهج . وكان لا بد لجانبي مهمتي خالصة ، حذف منها كل نقد النظري والعملي أن ينشطرا تماما . وما يقدم هنا ليس إلا نظرية نقدية عيني عمد ، في ثلاث من المقالات الأربع التي تؤلف الكتاب . ويبدو لي أن هذا الكتاب ، بقدر ما أستطيع الحكم عليه حاليا ، في حاجة إلى جزء متمم يعني بالنقد التطبيقي كنوع من علم تشکل(1) الرمزية الأدبية