النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقيادة العالم

نال به المؤلف درجة الماجستير في الحديث الشريف وعلومه
من كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة جامعة
الأزهر ، بتقدير ممتاز ، وفيه يقدم للعالم أجمع أفضل منهج عرفه
التاريخ البشري في تأسيس وإدارة الدولة الناجحة، والمجتمع
الفاضل ، سياسية وعسكرية واقتصادية وإدارية واجتماعية
في السلم والحرب ، ألا وهو منهج رسول الله صلى الله
عليه وسلم
ولقد أحسنت دولة الإسلام في قرونها الأولى – وهي خير القرون
– في فهم هذا المنهج وتطبيقه ، فكان الخليفة الراشد، والقائد
المحنك ، والبطل المغوار ، والسياسي الحكيم ، والعالم العامل
والفقيه البارع ، والعاقل الحازم ، والحكيم الذي تفجر من قلبه
ينابيع العلم والحكمة ، والتاجر الذي يحول رمال الصحراء ذهبا
والصانع والزارع اللذان يؤمنان أن العمل عبادة ، والكادح الذي
يرى في الإحتطاب عم شريفة يترفع به عن التكفف والتسول ،
والغني الشاكر الذي يرى نفسه مستخلفة في ماله ينفقه في الخير
والمصلحة العامة ، والفقير الصابر الذي يحسبه من لا يعلم حاله
غنية من التعفف ، وكل ذلك كان من ثمرات الإيمان بالله ورسوله
عليه وسلم ، وبهذا كانوا الأمة الوسط ، وكانوا خير أمة
أخرجت للناس .