الكليات الحديثية عند ابن القيم الجوزية

الكليات الحديثية عند ابن القيم الجوزية 691-751هـ
فحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانة في يد كل مسلم فقد هيأ الله له خير قرون هذه الأمة فتلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم وحفظوه في صدروهم ودونوه في عقولهم: (( وألقوا إلى التابعين ما تلقوه من مشكاة النبوة خالصاً صافياً وكان سندهم فيه عن نبيهم صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العالمين سنداً صحيحاً عالياً وقالوا: هذا عهد نبينا إلينا فجرى التابعون لهم بإحسان على منهاجهم القويم.. ثم سلك تابعو التابعين هذا المسلك الرشد..)).
ومازال العلماء والمحدثون يقتفون آثارهم لا يخلو عصر أو مصر أو زمان أو مكان من المشتغلين بهذا العلم الشريف.
وبحث هذا الموضوع وتخصيص هذه الدراسة بابن القيم مهم لأمور:
1/ من الأسباب التي جعلتني أختار هذا الموضوع المبتكر أنني في فترة من مسيرتي العلمية اضطرني الزمن لخوض تجربة علمية خارج نطاق علم الحديث وهي المشاركة في إنجاز بعض البحوث الفقهية فأعجبت بطريقة الفقهاء في تعقيد القواعد الفقيهة، والاعتماد على الكليات الفقية والاستعانة بالضوابط الفقهية وأدركت أهمية ذلك وتسهيل التفقه على الطالب فحبذت هذه الطريقة وقلت في نفسي: ليت المحدثين أسهموا في هذا الميدان.
2/ الحاجة الماسة لمثل هذا الموضوع فعلم الحديث رغم كثرة قواعده ووفرة مباحثه إلا إنه لم يخدم في جانب الكليات وإن كان المحدثون المتقدمون قد ضربوا بسهمهم في هذا الميدان لكن جهودهم لم يهتم بها ولم تجمع في كتاب ولا نجد بين أيدينا نماذج خاصة لمثل هذا العمل، فإحياء هذا الجانب من بدائع هذا العلم.
3/ مكانة ابن القيم الحديثية ودقته وإتقانه لهذا العلم.
4/ ما يثار من جدل حول المشروع الذي تناول فيه ابن القيم مجموعة كبيرة من الكليات الحديثة؛ ألا وهو كتاب (( المنار المنيف في الصحيح والضعيف)) هل هو ملخص امن الموضوع لابن الجوزي أم لا وهل ابن القيم وقف على جهود من تقدمه كابن بدر الموصلي أم لا؟
5/ أنعلم الحديث إنما هوة مجموعة من القواعد والضوابط والاصطلاحات تخص نقل الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم فإذا أضيفت إليها مثل هذه الكليات يكتمل نصابه وبه يتولد تخصص آخر ضمن هذا العلم الشريف.