الصناديق الوقفية والخيرية ودورها في مكافحة الفقر والبطالة

إن الوقف الإسلامي يعد مدخلا فعالا في تنمية المجتمعات اقتصاديا واجتماعيا وصحيا وله دور كبير في تلبية احتياجات المجتمعات المسلمة وغيرها. ويمثل الوقف ركيزة أساسية في الحضارة الإسلامية،
حيث وفرالحياة الكريمة لأغلب فئات المجتمع على مر العصور وإدراكا لتلك الأهمية شكلت بعض الدول الإسلامية وزارة خاصة تعنى بشؤون الوقف الإسلامي وإدارة ممتلكاته وتحبيس أصله، وتطوير أنشطته. كما استفادت بعض الدول الغربية من نظام الوقف خصوصا في مجالي التعليم والصحة، فأنشأت جامعات ومعاهد تعليمية بأموال وقفية ( تبرعات) ، كما أنشات مصاح ومراكز طبية على أساس وقفي، ولم يتوقف الأمر على هذا الحد بل قامت بتطوير وتنمية أصول وأموال هذه المؤسسات على شكل صناديق استثمارية، ساهمت في إنماء الأموال الوقفية وشجعت رجال الأعمال والأفراد بالاستمرار والتنافس للتبرع لصالح تلك المؤسسات الوقفية حتى قدرت بعض الأصول
الوقفية في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها عام ۲۰۰۰م ما مقداره
۶۷۱ أربعمائة وواحد وسبعون مليار دولار أمريكي. غير أن معظم المؤسسات الوقفية المعاصرة في المجتمعات المسلمة لم تستغل على الوجه المأمول، ولم تحصن من الاعتداء عليها بالشكل
المطلوب. وقد جاء هذا الكتاب ليوضح أهمية إيجاد صناديق وقفية تنموية، ويبرهن أن الموقف من المدخرات الإسلامية المهمة في تنمية المجتمعات وتلبية حاجاتهم، وأن تطوير المال الوقفي على صيغة الصناديق الوقفية ضرورة من ضرورات هذا الزمن في ظل تطور الحياة الاقتصادية ووجود احتياجات متجددة للمجتمعات الفقيرة