الثمار المستطابة في عظمة الصحابة

لقد أجمع الأئمة المتقون والعلماء الربانيون على مر الزمان وتتابع القرون أن الصحابة النبلاء هم سادة الأولياء، وقدوة الأتقياء، وخير الخلق كافة بعد الرسل والأنبياء، فهم أسوة المهتدين وأئمة المتقين وقدوة المخلصين، وهم أنصار الله ورسوله
وحملة الدين وحماته، ألف الله بين قلوبهم، ورباهم رسول الله وانت عليه وسلم على عينه حتى خرج جيلا لا مثيل له في دنيا البشر. فهاضوا المالك ودمدموا أساطين الباطل وأبادوها، وسحقوا جموع الكفر وزلزلوها.
وبذلوا دماءهم وأموالهم وكل ما يملكون لإعلاء كلمة الله ودعوة الناس إلى دين الله وإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن الظلمات إلى النور فكانوا خير الناس للناس، وأحرص الناس على الناس، وسرت دعوتهم المباركة سير الماء النمير تتدفق بكل معاني الإيمان، وتروي كل ظامئ ملهوف، وعممت الدعوة إلى الله جميع الأقطار، وبلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، وأشرقت الأرض بنور ربها، واهتزت فرحا بضياء الهدى، وصدق البذل وروعة التضحية أولئك الأخبارهم أسوتنا وقدوتنا، هم أصلنا وفخرنا، وأصحاب الفضل بعد الله ورسوله علينا.. والحق هوما كانوا عليه، والصراط المستقيم ما دعوا إليه، والأخلاق الفاضلة الكاملة هي ما كانوا عليها.