النحو الميسر

وضعت هذا الكتاب وفي رغبة ملحة أن يكون زاد الأديب ، ومرجع الطالب ، وموئل المدرس ، يتزود منه الأول بما يحتاج إليه لتستقيم عبارته . وتصح قوافيه ، ويرجع إليه الثاني ليجد كيف يسهل عويص النحو ، ويذلل صعبه ، ويؤول إليه المدرس – في الثانويات أو في الجامعات – ليلتمس منه شواهد جديدة مستقرأة من آي القرآن الكريم ، ومن شعر العرب ، فيستعين بها على مزج النحو بالأدب ، وعلى جعل القاعدة تستنتج من النص
هذا الكتاب في دفتيه لجل النحو العربي ، وعالجه معالجة
حديثة اهتمت بالتسهيل والتيسير ، ولم تغفل عما جد في ميدان « اللسانيات ) المعاصرة ، كما لم تهمل أسلوب القدماء في التناول والعرض ، والارتكاز على ( المعيارية » أحيانا ، وسبب ذلك أنه قصد إلى طبقة خاصة من القراء ، فيهم الأديب الذي يريد أن يعرف المستخدم من القواعد دون المهمل ، وفيهم الطالب الذي تتعبه عبارة ابن عقيل في شرح الألفية ، أو عبارة ابن هشام في شذوره » أو « مغنیه »، وفيهم المدرس الذي يقرر قواعد النحو القديمة بأسلوب تربوي خاص . ولهذا كله لم يكن من غرض هذا الكتاب أن يرود آفاقة جديدة ثم يرجع ببنية حديثة للنحو العربي ، لأنه يدرك أن الوقت لم يحن بعد الظهور طبقة من القراء في المشرق العربي تستسيغ قراءة النحو العربي بأسلوب لساني توليدي تحويلي ، وإذا ظهر في تونس والمغرب مثل هذه الطبقة منذ سنوات قلائل ، ونجم فيهما من يطوع قواعد العربية لغرض لساني يعتمد