إصدار التّقارير الدّوريّة، واستشراف المستقبل الآتي، بعد قراءة الواقع الحالي، محمدة تحسب للمراكز البحثيّة، والمجلات الرّصينة، وهذا ما دأبت عليه مجلّة البيان بالتّعاون مع المركز العربي للدّراسات الإنسانيّة، من خلال إصدار تقرير ارتيادي سنوي، يشتمل على لباب منتقى من خلاصة الأبحاث في موضوع ما.
وآخر ثمارهما هو التّقرير الخامس عشر، الذي صدر عام 1439=2018م، بعنوان: الأمة وصعود اليمين المتطرف في الغرب، ويتكوّن من ستّة أبواب، تحوي إحدى وعشرين دراسة، ويقع في (423) صفحة من القطع الكبير، ويسبق كلّ دراسة ملخص من صفحة واحدة، وقد يتبع بعضها معلومات إضافيّة، فضلًا عن الإحالات على مراجع أكثر تفصيلًا، مع وجود نوافذ وأشكال تختصر أهمّ المعلومات الواردة.
وقد عرضت المقدّمة أبواب الكتاب باختصار، وذكرت بأنّ اليمين الشّعبوي المتطرف في الغرب، يضم تصورات يجمعها الاستعلاء، والتّمركز حول الهويّة القوميّة، وتعظيم المصالح الاقتصاديّة، ونبذ الأجانب، وتزايد عداء المسلمين وكراهيتهم، والوقوف إلى الضّد من العولمة والانفتاح.
ويتسم هذا الخطاب المتطرف بتأجيج العواطف، والاختزالية، وزيادة خوف الجماهير، وإثارة الكراهيّة الدّينيّة والعرقيّة، مما يشير إلى تفاقم أزمة حضاريّة وثقافيّة داخل الغرب؛ الذي طالما تغنّى بالحرّيات والحقوق، فضلًا عن أنّ تصاعد هذا الخطاب نذير بحروب قد تكون مفصليّة.
ويرجع المحللون صعود اليمين المتطرف إلى أسباب أهمها ثلاثة، أولها: الأزمات الاقتصاديّة النّاجمة عن الانفتاح، وحريّة حركة رؤوس الأموال، وثانيها: انهيار الثّقة في نموذج الدّيمقراطية التّمثيليّة، وثالثها: تزايد موجات المهاجرين واللاجئين؛ خاصّة أولئك الهاربين من نيران الصّراعات والحروب.